قد مَنَّ الله علينا في «مركز ودود للمخطوطات» أن نجمع قرابة 1000 مخطوطٍ لننشرها على الإنترنت، غالب هذه المخطوطات من الأزهر -مما حمّله بعض إخواننا في ملتقى أهل الحديث-، والباقي من موقع الأستاذ خليفة الكواري والأستاذ حسام بوقريص، ومن تركيا والظاهرية ودار الكتب المصرية وأيرلندا والدنمارك وغيرها، ومن خزانات بعض الفضلاء: كأبي الفضل القونوي وسامي بن عبد الله السلمان وغيرهما، وفيها ما لم يُطرح على النت من قبل ولله الحمد، وهذه المخطوطات نعمل الآن على رفعها وتوفيرها للأمة بلا مقابل! ونسأل الله أن يجعل من مركز ودود: موقعًا شاملاً لكل ما يتعلّق بالمخطوطات
ونحن نقول لكل مسلم وطالب علم:
«أخرج زكاة مخطوطاتك»، وساهم معنا في الحفاظ على تراث الأمة الإسلامية! فماذا ننتظر وقد فقدنا مخطوطات بغداد في الحرب الأخيرة؟! وماذا ننتظر ونحن نرى تراثنا يُفقد بسبب النهب والحرب؟!
وعلم الله: كم كلّفنا إنشاء هذا المركز وهذا الموقع، وبعضنا ما زال طالبا لم يتوظف، لكننا نسعى في حفظ التراث وتيسيره للمسلمين وطلاب العلم
وقد عجبنا كثيرًا من بُخل بعض طلاب العلم بخزائن مخطوطاتهم، وقولهم لنا: نحن صورنا من المكان الفلاني، فإن أردتم فاذهبوا وصوروا!
وهم يعلمون علم اليقين صعوبة التصوير، ويعلمون التكلفة والمال اللازم لذلك، والشروط التي تضعها دور المخطوطات في العالم
ويعلمون كذلك أننا -وغيرنا من طلبة العلم- لا نملك المال الكافي لتصوير كل شيء، وأن المال الذي رصدناه جعلناه صدقة لطلبة الماجستير في البلاد الإسلامية: فلا نصور بمالنا إلا لمن طلب مخطوطة بعينها لدراسته، أو لمحقق كتابٍ تيقنّا من حاجته للمخطوط
وهذا الذي بخل علينا: قد بخل بكتب العلماء التي ما كتبوها ليخفيها هو عن المسلمين ويمنعها عنهم، بل إن بعضهم قد طبع هذه المخطوطات -بنفسه- عدة طبعات! ومع هذا كأنه يخشى أن نحرمه رزقه! وفي السماء رزقه لو علم، {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوعَدُونْ}
ولو أنّ هذا البخيل بما لديه تاجر مع الله، فساهم معنا في نشر ما لديه وتيسيره للأمة: لعاد هذا بالنفع عليه! فالمخطوط يستفيد منه الآلاف! ومن خلال الشبكة نصل إلى إخواننا طلبة العلم في شتى بقاع الأرض: في أوروبا وأميركا والبرازيل والصين وغيرها، مِمَّن لا يستطيعون الحصول على ما يحتاجونه إلا بشقّ الأنفس
فنحتاج إلى شيءٍ من البذل لدين الله تعالى، وقد قال تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}
فما نوده من كل مسلم وكل طالب علم: أن تساهموا معنا في نشر ما منَّ به الله تعالى عليكم من مخطوطات أهل العلم: سواء ما كان على أقراص، أو ما كان على ورق، فنحن نحول لكم الورق إلى أقراص بلا مقابل، ونعيده إليكم إذا كان أصليًا، أما إن كان مصوّرًا فإنا نرسل إليكم بالقرص ونرجو منكم أن تحلونا من إعادته لكم لأجل تكاليف الشحن والإرسال، ونعطيكم بكل مخطوطةٍ من عندكم: مخطوطةً من عندنا تحددون أنتم اسمها، إذا كانت في مصر أو الشام أو بعض دول الجزيرة العربية أو أيرلندا أو البوسنة أو تركيا، وإذا كانت المخطوطة أصلية فإنا نأتي بأجهزتنا إليكم ونصورها لكم، كما أننا على استعداد لترميم ما تلف بلا مقابل
ونود من كل مسلم وطالب علم: تذكير أهل الخزائن التراثية أن يمكنونا من نشر ما في خزاناتهم، فإن الموت قريب، ولا ينفع المسلم بعد موته إلا رحمة الله تعالى، ثم أعماله التي لا ينقطع أجرها، ومنها: العلم الذي ينتفع به
وما زلنا والله نعجب من طائفة أظهرت في مقدمات نشراتها الغيرةَ على التراث، وفي مقالاتها ذم المستشرقين، ثم تمنعنا من المخطوطات التي هي منة من الله عليهم، ونحن نعلم أن بعض المستشرقين أكرم ببذل المخطوطات منهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل
إخوانكم في مركز ودود للمخطوطات